عبدالناصر المودع
الربح والخسارة من تصنيف الحوثية حركة ارهابية
الاربعاء 25 نوفمبر 2020 الساعة 15:46

مما لا شك فيه أن أي خطوة لتدمير الحركة الحوثية يصب في مصلحة اليمن؛ فهذه الحركة الشمولية التي تمارس الحكم بادعاءات دينية زائفة، وعبر العنف والخداع ليست سوى مشروع فوضى وخراب على اليمن. ولكن ليس إي إجراء ضد الحوثيين يُصب في صالح الشعب اليمني، ومن ذلك ما يتداول حالياً حول تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية من قبل إدراة ترامب المنصرفة. فهذا التصنيف رغم أنه مصمم ليضر بالحوثيين ومن ورائهم حليفتهم إيران؛ إلا أنه لن يلحق إلا ضرر محدود بهم فيما المتضرر الأكبر سيكون الشعب اليمني، استناداً للحيثيات التالية:

غير أن النظرة الشاملة لهذا الموضوع تشير إلى أن معظم اليمنيين سيتضرروا من العقوبات أيضا؛ فجماعة الحوثي لا تمارس العمل بسرية أو في مناطق معزولة مثلما هو حال تنظيم القاعدة أو داعش، ولكنها تسيطر على أكثر من 70% من سكان اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء والتي تتواجد فيها المكاتب الرئيسية لمعظم الشركات والبنوك في اليمن. وهذا يعني بأن كل سكان اليمن ومؤسساته ستتأثر بالعقوبات بشكل مباشر أو غير مباشر. فكل المعاملات المالية والتجارية من وإلى اليمن ستخضع لتدقيق خاص يصل حد المنع أو العرقلة. وسيؤدي ذلك إلى رفع كلفة الحوالات المالية بشكل كبير، وقيام الكثير من الشركات التجارية والمؤسسات المالية بوقف التعامل مع اليمن كإجراء احتياطي يجنبها العقوبات الأمريكية. وفي حال حدوث ذلك سيضطر اليمنيون تجار ومؤسسات وأفراد إلى البحث عن طرق ملتوية لتحويل الأموال والتجارة مع العالم الخارجي. وهذا الأمر سيخلق سوق سوداء جديدة لهذا النوع من المعاملات تُضيف أعباء ومشاق جديدة على اليمنيين فوق معاناتهم الحالية. 

وحتى لو ادى الحصار والعقوبات إلى مجاعات فإن هذه النظم لا تسقط. فالعقوبات تخلق أغلبية من البؤساء الخانعين لأجهزة  القمع، والتي يُسخر لها معظم موارد الدولة كي تكون قادرة على السيطرة على المجتمع المسحوق.

هناك كثير من اليمنيين مع تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، البعض منهم لا يدرك عواقبه السيئة، والبعض الآخر من المرتزقة والمطبلين في قنوات التلفزة لا يهمهم إلا مصالحهم الخاصة وينفذوا ما يُطلب منهم.

من المهم الاشارة إلى أن نظام شمولي مثل الحوثي لن يسقط إلا بعمل عسكري كبير داخلي وخارجي، أما الحروب الصغيرة، كالحرب الدائرة حاليا والعقوبات الاقتصادية فإنها تقويه وتصلب عوده.